أبو يامن عاشق نشيط
عدد المساهمات : 167 نقاط : 25307 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2011 العمر : 30 الموقع : abo.yamen94@hotmail.com
| موضوع: آداب الحوار الأربعاء 30 مارس - 1:29 | |
| آداب الحوار1- التزام القول الحسن ، وتجنب منهج التحدي والإفحام :
القاعدة الإلهية توجهنا نحو التزام حسن الكلام وتجنب الفاحش منه ، والقول الحسن يتأتى من خلال : أ ـ التعبير بلغة بسيطة غير ملتبسة ولا غامضة، ومن أحسن الكلام ما يعبر عن حقيقة ما في قلبك دون ستر للحقيقة وبثوب لفظي لطيف. ب ـ الرفق في الكلام جـ ـ التأدب في الخطابد ـ طرح اللغو, واللغو فضل الكلام وما لا طائل تحته، فلا يخوض المحاور فيما لا يثري المحاورة، والابتعاد عما لا يفيد في الحوار يحفظ هيبة المحاور، ويحفظ وقته، وأوقات الآخرين. هـ ـ توضيح المضمون باستخدام ما يفهم من التعابير دون تقعّر أو تكلف،من هنا نفهم أن المحاور العاقل طالب الحق ، ينأى بنفسه عن أسلوب الطعن والتجريح والهزء والسخرية ، وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز .
تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث ، ويعتمد إيقاع الخصم في الإحراج ، ولو كانت الحجة بينه والدليل دامغاً .. فإن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف . وقد تُفْحِم الخصم ولكنك لا تقنعه ، وقد تُسْكِته بحجة ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه ، وأسلوب التحدي يمنع التسليم ، ولو وُجِدَت القناعة العقلية . والحرص على القلوب واستلال السخائم أهم وأولى عند المنصف العاقل من استكثار الأعداء واستكفاء الإناء . وإنك لتعلم أن إغلاظ القول ، ورفع الصوت ، وانتفاخ الأوداج ، لا يولِّد إلا غيظاً وحقداً وحَنَقاً . ومن أجل هذا فليحرص المحاور ؛ ألا يرفع صوته أكثر من الحاجة فهذا رعونة وإيذاء للنفس وللغير ، ورفع الصوت لا يقوّي حجة ولا يجلب دليلاً ولا يقيم برهاناً ؛ بل إن صاحب الصوت العالي لم يَعْلُ صوته – في الغالب – إلا لضعف حجته وقلة بضاعته ، فيستر عجزه بالصراخ ويواري ضعفه بالعويل . وهدوء الصوت عنوان العقل والاتزان ، والفكر المنظم والنقد الموضوعي ، والثقة الواثقة . على أن الإنسان قد يحتاج إلى التغيير من نبرات صوته حسب استدعاء المقام ونوع الأسلوب ، لينسجم الصوت مع المقام والأسلوب ، استفهامياً كان ، أو تقريرياً أو إنكارياً أو تعجبياً ، أو غير ذلك . مما يدفع الملل والسآمة ، ويُعين على إيصال الفكرة ، ويجدد التنبيه لدى المشاركين والمتابعين . على أن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يسوغ فيها اللجوء إلى الإفحام وإسكات الطرف الآخر ؛ وذلك فيما إذا استطال وتجاوز الحد ، وطغى وظلم وعادى الحق ، وكابر مكابرة بيِّنة ، ففي حالات الظلم والبغي والتجاوز ، قد يُسمح بالهجوم الحادّ المركز على الخصم وإحراجه ، وتسفيه رأيه ؛ لأنه يمثل الباطل ، وحَسَنٌ أن يرى الناس الباطل مهزوماً مدحوراً . ميادين الحوارلا بد لكل حوار يراد له النجاح من أن ينطلق من مبدأ أساس يرمي إلى هدف ثابت؛ هو البحث عن الحقيقة من وجهة نظر الطرف الآخر. باعتبار أن إيمان الشخص بصواب رأيه لا يعني أن رأي الطرف الآخر غير صواب، ومتى تحقق هذا المنهج وتلك الرغبة أمكن القول بأن ميدان الحوار واسع:
1- فهناك حوار الحياة الذي يعني الاهتمام بالطرف الآخر وبخصوصياته وأفكاره وظروفه الخاصة؛ سعيا لإيجاد قواسم مشتركة معه.
2- وهناك حوار العمل: الذي يعني تضافر الجهود لتحقيق كل ما هو في صالح الإنسانية والإصلاح العام من الوجهات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
3- وهناك حوار العقل والفكر والعقيدة الذي يعني تفهم أوجه التباين بين مختلف الديانات، واستغلال القواسم المشتركة بينها.
4- وهناك حوار التجارب وتبادل المعلومات والخبارات.
وإذا تتبعنا حركة الحوار في الإسلام وجدنا أن ميدانه متسع زمانا ومكانا؛ فمن حيث الزمان بدأ الحوار منذ عهد المسيح ,وما يزال إلى الآن، وسيظل كذلك إلى أن يأتي المسيح بالمجيء الثاني الى الأرض ويحكم بالعدل ومن حيث المكان: فإن الحوار المسيحي لا يقف عند حدود معينة، بل إنه يخاطب سائر بني البشر أينما وجدوا، دونما نظر إلى لون أو شكل أو لغة أو دين
ثم إنه بالنظر إلى شخصية الطرف الذي تقع المحاورة معه وعقيدته نجد أن الحوار يتجه صوب جميع الطوائف والأفراد، وهكذا نجد حوار الرجل مع أهله، وحوار الصديق مع صديقه، وحوار المسيحي مع المسيحي، وحوار المسيحي مع غيرالمسيحي وحوار الإنسان مع نفسه، وحوار الإنسان مع الطبيعة.
مجالات الحوار
تتنوع مجالات الحوار من حيث أطراف الحوار إلى حوار : 1- حوار بين الشعوب. 2- بين الجماعات. 3- بين المذاهب. 4- بين الحكومات. 5- بين الأديان. 6- بين المدنيات والحضارات. 7- بين الثقافات إن تحديد مجالات الحوار، وفي ظل السعي الى رسم معالم ساسة التعايش يقودنا التفصيل فيها إلى جملة من المعاني محملة بمفاهيم تتضارب فيما بينها، ولكن يمكن تصنيفها إلى مستويات ثلاثة:
المستوى الأول: سياسي إيديولوجي يحمل معنى الحد من الصراع، أو ترويض الخلاف العقائدي بين المعسكرات الأيدولوجية الكبيرة والرئيسة ، أو العمل على احتوائه، أو التحكم في إدارة هذا الصراع بما يفتح قنوات للاتصال، وللتعامل الذي تقتضيه ضرورات الحياة المدنية والعسكرية.
المستوى الثاني:علمي يهدف الى تطوير العلوم لخدمة البشرية لا إلى تدميرها.
المستوى الثالث: ديني، ثقافي، حضاري، وهو الأحدث، والمراد به أن تلتقي إرادة أهل الأديان السماوية والحضارات المختلفة في العمل من أجل أن يسود الأمن والسلام العالم، وحتى تعيش الإنسانية في جو من الإخاء والتعاون على ما فيه الخير الذي يعم بني البشر جميعا، من دون استثناء.
أنواع الحوار
أ ـ الحوار من حيث الشكل قسمان: ـ حوار هادئ عقلاني مبدئي. ـ حوار متشنج يعتمد على الصراخ. ب ـ من حيث المضمون: 1ـ الحوار المنفتح، وعكسه المتزمت وهو القائم على المهاترة لا الرغبة في الفائدة. 2ـ حوار العلماء وحوار طلاب الشهرة، وفرق كبير بينهما. وينتج من حوار العلماء فوائد عظيمة للناس لأنه يقوم على احترام الذات والآخرين وتقبل الرأي الآخر ما دام لا يمس الثوابت في العقيدة، والإدراك أن للحوار هدفًا يراد تحقيقه بعانا قليل ادب ومش متربي حوار طلاب الشهرة الذين يريدون الانتصار للذات. جـ ـ الحوار من منظور الأشخاص ومنه: 1ـ الحوار بين العاقل والجاهل فلابد من حلم العاقل ليعلّم الجاهل. 2ـ الحوار بين الشيوخ والشباب، فينبغي مراعاة المراحل العمرية، واختلاف الأعراف، والعلاقة بين خبرة الحياة عند الشيوخ، وجدة علم الشباب. 3ـ الحوار بين المتخصصين وغير المتخصصين. 4ـ الحوار بين الحاكم والمحكوم، وينبغي فيه احترام عقول الآخرين، واحترام قدر الحكام دون التنازل عن الموضوعية وإخلاص النصيحة بين الطرفين.
درجات الحوار
1. الحوار الاستكشافي: للتعرف على أفكار الآخرين والتعرف على خبراتهم .. 2. الحوار التسكيني: والهدف منه تقليل هوة الخلاف ومحاولة تقريب وجهات النظر .. 3. الحوار التعاوني: للوصول لحلول مشاكل من خلال النقاش بين طرفين .. 4. الحوار الحاسم: لحسم الخلاف بين الطرفين في قضية اختلفوا فيها. ينبغي على المحاور أن يكون حواره عزة في تحاور .. وثبات في لين ورفق ..
معاول هدم جسور الحوار
أما العوامل التي تحول دون تواصل الناس ومد جسور الحوار بينهم فهي: 1ـ التعصب للآراء والمذاهب والأفكار والأشخاص. والتعصب ظاهرة قديمة، موجودة في مختلف المجتمعات البشرية، وفي مختلف مستوياتها، وهي ظاهرة تمثل انحرافًا مرضيًا، حينما لا تكون ذات مضمون أخلاقي، كالانتصار للحق أو لدعاته، والتعصب ينشأ عن اعتقاد باطل بأن المرء يحتكر الحق لنفسه. والمتعصب لا يفكر فيما يتعصب له، بل يقبله كما هو فحسب، لذا فلا يمكن لمتعصب أن يتواصل إلا مع من يردد نفس مقولاته. 2ـ المراء المذموم واللجاجة في الجدل، ومحاولة الانتصار للنفس ولو على ذبح الحقيقة. والجدل خلق مذموم، ينبغي للإنسان أن يبتعد عنه، وإذا اضطر إليه فيجب أن يكون بالتي هي أحسن، ومعنى ذلك أن يتجنب الإنسان الجدال العقيم والفاحش والبذيء، وإذا أراد أن يجادل فلابد أن يجادل بالحسنى، وإذا وجد أن النقاش يقود إلى طريق مسدود، فينبغي أن يتوقف عنه لأنه يصير عند ذلك عبثًا لا خير فيه ترك الجدل يتبعه أمران: أولهما: أن نعترف بأخطائنا إن كنا مخطئين، والاعتراف بالخطأ فضيلة. ثانيهما: أن نحترم آراء الآخرين.
3ـ التسرع في إصدار الأحكام، إذ إن التسرع في إصدار الأحكام دون روية، مع عدم وضوح الرؤية، يوقع في أغلاط وأخطاء. ويدفع إلى التسرع عوامل عدة منها: ـ الغرور بالنفس، والاعتداد بسرعة البديهة. ـ الكسل الذهني وعدم الرغبة في إجهاد الفكر للتعرف على الحق. ـ الانفعال النفسي، كالغضب والخوف والطمع وطيش الهوى. ـ الحاجة الملحة ومدافعة الضرورة الطبيعية.
عند السماع الأولي للمشكلة إلى إصدار الأحكام وإشاعتها، دون السماع لها بالمرور بمنطقة السماح الداخلي، والتفاعل مع القدرات العقلية وتبادل التحليل والاستنتاج. هذا الأسلوب المتسرع بأنه تلقٍّ للمعلومات الأولية باللسان، دون الصبر عليها حتى تمر بالأذن، وتصل إلى منطقة الوعي، 4ـ التفكير السطحي، الذي لا يغوص في أعماق المشكلات، ولا يدرك أثر العلاقات ببعضها، ولا يستوعب تأثير المتغيرات، بل يتوقف عند الأسباب الظاهرة للمشكلة، التي غالبًا ما تكون أعراضًا للمشكلات وليست جواهرها، والتفكير السطحي هو الذي يغيب العقل، ويهمل العلم، ويغفل العمل
ارجوا ان يفيد هذا الموضوع المتحاورين يرجى التثيت | |
|