مع الطيور التي تهاجر من مكان إلى مكان
باحثة عن الربيع أبعث لكى سلامي
ومع الغيوم التي تحمل في أحشائها
قطرات المطر أحمل لكى اشتياقي
وأتمنى أن تصلك هذه الرسالة وأنت على أكمل صحة وعافية
وإن طاب لكى أن تسألى عن صحتي فأنا على ما يرام
لا ينقصني سوى السماح لي بالدخول لأسوار مدينتك
أدرك منذ البداية أن الكلمات البسيطة من الممكن أن تدخل قاموس الشعرية
ومن السهل أن تخترق ذائقة الناس لتعقد معها مصالحة طويلة الأمد
فمنذ دخولي لعالمك الغريب وأنا أشعر أنكى ما عدتى تشعرى بطفولتك ورومانسيتك
كل موانئ صباكى اجتاحها الإعصار فاختفت من حياتك تقاسيم معاني الجمال
بالأمس كنتى تعيشين وأنتى تحرقى كل لحظة من وجودك
واليوم كل لحظة تمضي بكى هي نار من الخوف بداخل إحساسك
فأراكى تودى التحرر من دقة التوقيت وازدحام الشوارع وزحف القطارات
أرجوك أغمضى عيناكى عن ماضيكى وأنسى تلك الأيام التي بعثرها الزمن
أريدك أن تسبحى في احمرار الشمس المتوهجة
وتغسلى قلبك في زرقة السماء الصافية
تعالى نرسم لهذا العالم لوحة حب صادقه
أنا لا أعلم ما هو سر انقيادي لكى من غير ما أشعر؟
فهل هو داعي الشوق لتلك العينان اللتان كبحر ثائر
تتلاطم فيه الأمواج وتستغيث فيه السفن ؟؟
أم ما هذا الشيء الذي يقودني إليكى؟؟
كم تمنيت أن أكون معجم لتلك اللغة التي هجرها كثير من الناس
ألا وهي لغة التضحيات الخالية من حب الذات
نعم أنا لست صانع معجزات ولا أمتلك عصى موسى عليه السلام
ولكني إنسان خرجت من عصارة هذه الحياة بدوحة
من الأمل والتفاؤل هي حصيلة تجارب قاسية
فهيا نحمل حقائبنا ونمضي إلي مكان لم تطأه أقدام البشر
ولم يزرع فيه الإنسان تعقيداته وتفاهاته
دعينا نطلق أرواحنا للريح ونركض نحو مسيرة الصحو
ودعينا نتحكم في الوقت بإرادتنا
فأنا لن أسامح نفسي على ما مضى من العمر قبل مجيئك
ولن أغفر لقلبي كيف استطاع أن يفتح أبوابه لغيرك
فلا تبخلى علي برؤياكى فتعالى ودعى روحي تذوب في روحك إلى الابد