عن .. أصدقاء طييبين .. ؟؟
هب أنك التقيت إنسان يائس متخاذل .. ليقص عليك مشكلته التي تؤوده و تضنيه .. فماذا سيكون حديثه .. ؟؟
و حاول أن تبعث فيه روح الصداقة و الأخوة .. فهل تستطيع أن تصل إلى مرماك .. في ظل تشاؤمه .. ؟؟
ما أن تحرك شفتاك متحدثا إليه في هذا المجال .. حتى تصل إلى مسامعك منه كلمات كلها سواد و فقدان
الأمل كمثل :
حتى أنت تصدق أن على الأرض صداقة .. و أصدقاء .. ؟؟
هذا هو الجواب الذي يمكنك أن تجنيه من رد انسان فائد الأمل يائس .. كل نظراته إلى العلاقات الإنسانية
سواد في سواد .. في سواد .. !!
فتعال أيها المتصفح لندردش قليلا حول الصداقة .. و حول النظرة إليها من قبل أمثال ذاك اليائس .. !!
أصحيح أن الصداقة تحولت في أيدي الناس إلى عملة زائفة .. ؟؟
أصحيح أنها ثوب تنكري .. تلبسه الوصولية .. و الأنانية و الخلسة .. ؟؟
ربما يكون ذلك حقا أحيانا .. و ليس دوما .. و على أية حال .. فلماذا .. ؟؟
قديما .. تسائل " سقراط " قائلا :
" لماذا يسلم الناس خير أشجارهم للظمأ و يتركونها بغير سقي .. ؟؟ لابد أنهم لا يعرفون .. ألا فاخبروهم
أن الصداقة خير شجرة .. تعطي خير ثمرة " .. !!
ترى هل تعلم الناس من عهد سقراط .. أم أنهم لا يزالون يجهلون .. ؟؟
على أنني و من خلال دعوتي إليك أيها المتصفح إلى أن تتخيل حوارا أجريته مع يائس .. و من خلال ما
يمكنه أن يدور بينكم من نقاش .. أثارت في خاطري أن ألتقي أيضا صديقا لي .. لأحدد معه محنة الصداقة ..
فكل منا .. بل كل واحد من الناس .. و من خلال التجربة و الموقف .. يمكن العثور على ملامح مشتركة
بيننا و بين المشاكل كلها .. و ما نراه خارج أنفسنا .. كثيرا ما يكون صورة صادقة للشيء الذي بداخلها .. !!
لذا .. اسأل نفسك أيها المتصفح .. هل صديقك .. فعلا صديق .. ؟؟
هل يحمل داخل نفسه المناخ الذي تستطيع الصداقة أن تعيش فيه .. و تتنفس خلاله .. !!
ــ إن الصداقة تزدهر بالتقدير و الارتواء .. و اليائس من الطراز الذي لا يسمح لمزايا أصدقائه بالإزدهار ..
و كثيرا ما يحاول غمظها .. و يأخذ ه الغيظ من الإفصاح عنها .. !!
ــ و الصداقة مشاركة واعية .. تدرك أن لكل إنسان جراحه .. وكل انسان محتاج إلى عطف و معاضدة ..
و اليائس هذا لا يبصر سوى جرحه .. و لا يعرف لأحد حقا في قلوب الناس سواء .. !!
ــ و الصداقة .. تتطلب صديقين يتبادلانها .. و معنى هذا أن يكون هناك اثنان .. لكل منهما شخصيته ..
و وجوده .. و كيانه .. و اليائس .. يريد من أصدقائه أن يحبوا ما يحب .. و يكرهوا ما يكره .. و يفكروا كما
يفكر .. !!
أي أن يلغوا وجودهم .. و يغادروا أنفسهم .. و يتحولوا إلى طبعة أخرى له .. و لم يكن ذلك ممكنا .. فتحولت
التخوم المشتركة بينه و بين الآخرين إلى خطوط قتال .. و هكذا فهو يعيش في مأساة صنعها هو .. و لم
يصنعها له أحد .. !!
و إن لنا في اليائس لعبرة .. !!
فليست مشكلتنا .. أننا لا نجد صداقة طيبة .. بل هي عجزنا عن أن نكون أصدقاء طيبين .. !!
حب يغيب وصاحبه ما بعد غاب
وحب يدوم وصاحبه في غيابه
وحب يذوب خافقً ما بعد ذاب
وحب يداوي صاحبه من عذابه
وحب حياته كلها لوم وعتاب
وحب حقيقي ما يضرك عتابه
وحب بلا معنى وحب بلاأسباب
يبدأ غريب وينتهي في غرابه
وانت عليك تختار لو من ذونك شنو كان صار**اكيد ماراح تحتار الأنه لكل واحد له نصيبه..